مواقع التواصل الاجتماعي تحارب المنصات الفلسطينية التي تحارب الأخبار المضللة

مواقع التواصل الاجتماعي تحارب المنصات الفلسطينية التي تحارب الأخبار المضللة

يُكرر ممثلو مواقع التواصل الاجتماعي في مناسبات عدة تأكيدهم على جهودهم في مكافحة المعلومات المضللة التي تتسلل إلى متابعي مواقعهم، عبر وسائل عدة، لكن في فلسطين تختلف المعادلة وتصبح منصات تدقيق المعلومات هدفًا لمواقع التواصل الاجتماعي ولكن للعقاب وليس للدعم. 

في فلسطين، تبرز بشكل أساسي 3 منصات لتدقيق المعلومات، هي تيقن وتحقق وكاشف، وجميعها تعرضت لانتهاكات بحقوقها الرقمية منذ بداية حرب السابع من أكتوبر.

تيقن


منذ السابع من أكتوبر تعرضت منصة تيقن لانتهاك حقوق رقمية متنوع الأشكال منها 6 حالات تضمنت مخالفات وإزالة محتوى على منصة فيس بوك فيسبوك وتحذير على منصة إنستغرام وتيك توك.


أدت الحالات التي اعتبرت فيها فيسبوك المنشورات بمثابة مخالفات يُنتهك فيها معايير المنصة إلى التأثير بشكل كبير في نمو المنصة حيث يرى مسؤولو المنصة رسالة تفيد بأن "النمو في خطر" بالإضافة للنص التالي: "لا نزال نقترح صفحتك على أشخاص جدد، لكننا لاحظنا وجود محتوى تم تمييزه، وهو ما قد يعني أنه لا يمكننا التوصية بك بعد الآن".



تضمنت المنشورات التي قيّدت بسببها منصة فيسبوك صفحة تيقن سياقات تدقيق معلومات ومحاربة لاضطراب المعلومات وفق منهجية مهنية واضحة تتفق ومبادئ الشبكة العربية لمدققي المعلومات.


حاولت منصة تيقن خلال الفترة التي تلت تلقيها إشعارات المخالفات التواصل مع مختصين في مجال الحقوق الرقمية لحل المشكلة وخلق فضاء رقمي لا يُحارب مدققي المعلومات ويسهل الطريق لهم لضمان انتشار المعلومات الصحيحة ومحاربة المعلومات الزائفة، لكن دون جدوى.


يقول مدير المنصة أنس حواري، إن تقييد وصول المنصة على مواقع التواصل الاجتماعي يعني دعمًا ضمنيًا لناشري المعلومات الخاطئة والمضللة ومحاربة لكل جهد يحارب هذه المعلومات.



تحقق


المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية- تحقق عانى أيضًا خلال الحرب على غزة من سياسيات مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد من المواقع المملوكة لشركة ميتا، وهو ما دفع المرصد للبحث بأساليب تُجنبهم قدر الإمكان مشكلة التعرض للمخالفات.


وفي هذا السياق يقول بكر عبدالحق مدير مرصد تحقق: "لم تسجل بحقنا كثير من المخالفات، لأننا عملنا بالنصائح التي قُدمت لنا عبر الخبراء بشأن التعامل مع خوارزميات منصات التواصل، ومحاربة المحتوى الفلسطيني، خصوصاً منذ بدء أحداث السابع من أكتوبر، فقمنا بالاستعاضة عن الكلمات المحظورة من قبل هذه لمنصات بمفردات أخرى، بالإضافة إلى تقطيع المصطلحات بطرق مختلفة بهدف الالتفاف على الخوارزميات".

 

ويتابع: "أذكر أنه تعرضنا لمخالفة واحدة خلال الحرب وتم تنبيهنا بأنها تخالف معايير فيسبوك، لكن بالعموم نلاحظ تراجع مستوى الوصول في كثير من الأيام فيما يتعلق بالتقارير المنجزة من قبلنا بخصوص المعلومات المضللة والخاطئة المرتبطة بالحرب على غزة".


وعن الرقابة الذاتية والرهبة التي باتت تتملك القائمين على إدارة المؤسسات الإعلامية يقول عبدالحق: "هذه التقييدات، والخوف من فقدان منصاتنا كما حدث مع عدد من الشبكات الفلسطينية، فرض نوعاً من الرقابة الذاتية وباتت الإجراءات الوقائية لازمة لعملنا وضمن سياسة النشر لدينا، حيث أننا أوجدنا قائمة بالمصطلحات المتوقع أن تجلب التقييد للمنصة، وقمنا بإيجاد نماذج مقطعة منها بأشكال مختلفة".


مرصد كاشف




تعرض مرصد كاشف لمجموعة من الانتهاكات لحقوقه الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي منها حذف حساب المرصد على "تيك توك".




وتروي مديرة المرصد ريهام أبو عيطة ما حدث لحساب المرصد على "تيك توك" إذ بدأت القصة حسب تأكيدها بمخالفة للحساب وعندها تم تقديم اعتراض على المخالفة والتوضيح بأن المرصد هو مؤسسة تدقيق المعلومات لكن المفاجأة أنه تم حذف الحساب بشكل كامل بدل التراجع عن المخالفة.


وتشتكي ريهام من الوصول الضعيف لحسابات المرصد عبر موقعي إنستغرام وفيسبوك رغم أعداد المتابعين العالية.

 

وتتفق ريهام مع الاعتقاد بأن مواقع التواصل الاجتماعي تحارب المحتوى الفلسطيني ومنصات تدقيق المعلومات الفلسطينية رغم عملها على محاربة المعلومات المضللة ورغم محاولتها تجنب الكثير من الإجراءات التي تؤدي للمخالفات من قبل مواقع التواصل الاجتماعي.




رابط مختصر